الثلاثاء، 13 يوليو 2010

دور مكاتب التوجيه

بسم الله الرحمن الرحيم
بدءا نرحب بالزائرين الي هذه المدونة والتي نرغب في التعريف بدور مكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية والتي يجهل الكثير دوره بل اماكن هذه المكاتب يوجد في أبوتيج مكتب التوجيه والاستشارات الأسرية بجمعية الخدمات العامة لتنمية المجتمع بأبوتيج بجوار نادي المحامين
من أهداف المكتب: الارشاد الأسري
الإرشاد الأسرى:مفهومة ، نظرياته ، أهدافه ، فنياته 0 هناك العديد من التعريفات تناولت مفهوم الأرشاد الأسرى منها ما يلى: يعرف ولمان Wolman (1973) يعتبر الإرشاد النفسي الأسرى بأنة هو الإرشاد الذي يتناول العمليات التي تتم داخل الأسرة كوحدة، تشتمل على مجموعة من الأفراد، وفيه تلتقي الأسرة مع المرشد لمناقشة ديناميات كل فرد من حيث علاقاته وتفاعلاته مع باقي أعضاء الأسرة، ويعرف حامد زهران (1980) الإرشاد الأسرى بأنه عملية مساعدة أفراد الأسرة (الوالدين والأولاد وحتى الأقارب) فرادى أو كجماعة، في فهم الحياة الأسرية ومسئولياتها لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسرى، وحل المشكلات الأسرية وفي قاموس بنجين، يذهب ربر Reber (1985) إلى أن الإرشاد الأسرى مدخل شامل للعديد من المداخل الإرشادية ، يتناول الأسرة كوحدة كلية إرشادية ، والتركيز على أفرادها الذين يتلقون الإرشاد0 وفي موسوعة علم النفس لكورسينى Corsini (1996) يُعرف الإرشاد الأسرى بأنه محاولة لتعديل العلاقات داخل النسق الأسرى، باعتبار أن المشكلات الأسرية ما هي إلا نتيجة لتفاعلات أسرية خاطئة وليست خاصة بفرد معين في الأسرة، فالمريض-الفرد صاحب المشكلة - عبارة عن حالة داخل نسق أسرى مضطرب يحتاج إلى الإرشاد فضلاً عن إرشاد الأنساق الفرعية له، فالمشكلة هي النسق الأسرى ذاته وليس الفرد... كذلك، يعرف قاموس علم النفس لسيزرلاند Sutherland (1996) الإرشاد الأسرى بأنه الإرشاد الذي يتناول فيه الأسرة كجماعة، وتبذل فيه الجهود لتحسين فهم الجماعة لنفسها، ولبعضهم البعض والتفاعل فيما بينهم، ويذهب علاء الدين كفافي (1999) إلى أن الإرشاد الأسرى هو المدخل الارشادى الذي يتخذ من الأسرة نقطة انطلاقه ومحور ارتكازه، وليس الفرد الذي حُدد كمريض فقط، بل إن الأسرة ككل تحتاج إلى الرعاية بعد تشخيصها جيداً0 ويعرف الإرشاد الأسري في مجال المعوقين سمعياً بأنة مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم لأسرة المعوق خاصة الوالدين بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة علي اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدها في مواجهة مشكلاتها المترتبة علي وجود طفل أصم أو ضىعيف السمع لديها سواء ما يتعلق منها بأساليب التنشئة الاجتماعية ، أو ما يتعلق بتأهيله وكل ما من شأنه يحقق للمعوق أقصي استفادة من قدراته 0 وفيما يتعلق بنظريات الإرشاد الأسري ، يرى فاروق صادق (2000) إن من أهم التوجهات المعاصرةالإرشادية في التربية الخاصة لأسر الأطفال ذوى الإعاقة السمعية ما يلي : التوجه التكاملي، التوجه النفسي التحليلي، توجه "بووين"، التوجه البنائي، التوجه التفاعلي الجشطلتى، التوجه المعتمد على شبكة العلاقات الاجتماعية للأسرة، التوجه السلوكى0 وعلي الرغم من تعدد نظريات الإرشاد الأسرى استقر الباحث - في ضوء التراث البحثي والتوجهات المعاصرة في التربية الخاصة - على تناول النظريات التالية:- 1-نظرية الإرشاد الأسري البنائي " النظرية البنائية " Structural family counseling ترجع أصول النظرية البنائية في الإرشاد الأسرى إلى بداية الستينيات من القرن العشرين ، والتي ارتبطت بأبحاث سليفادور منيوشن Minuchin, S وتقوم هذه النظرية على أساس أن معظم الأعراض تنتج نتيجة لفشل البناء داخل النسق الأسرى، فالأعراض الفردية - على حد تعبير منيوشن - لا يمكن أن تفهم جيداً إلا من خلال النظر إلى نماذج التفاعلات داخل الأسرة، فالتغييرات البنائية لابد أن تحدث في الأسرة قبل إمكانية تحسين أو خفض الأعراض الفردية0 ( Corey,1996 ) وبالتالي فالنظرية البنائية تنظر إلى الفرد صاحب العرض (المشكلة) على أنه بمثابة مؤشر لبناء أسرى يعانى من خلل، ولإحداث تغيير لدى الفرد، ينبغي أن يحدث التغيير ضمن بناء الأسرة وما يتضمنه من أنساق فرعية0 وبالتالي فالمعاق سمعياً الذي يعاني من اضطراب في الشخصية ما هو إلا مؤشر لبناء أسري يعاني من خلل في أنساقه الفرعية، الأمر الذي يستدعى التدخل لتغيير بناء تلك الأنساق0 ويذكر كوري Corey (1996) بعض أهداف التوجه الأسرى البنائي منها ما يلي : 1- تقليل أعراض اختلال الأداء، وإحداث تغيير بناء في النسق الأسرى، عن طريق تعديل القواعد الإجرائية للأسرة، وتغيير النماذج التفاعلية الحاكمة للقواعد0 2- خلق بناء هرمي فعال، يتحمل فيه الآباء مسئولية أطفالهم، مع إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم بدرجة تتلاءم مع نضجهم03- زيادة التفاعل بين أفراد الأسرة، عن طريق فك/ حل الحدود الجامدة والتحرك نحو الحدود الواضحة0 ولتحقيق الأهداف السابقة، يذهب منيوشن Minuchin (1974) إلى أنه بعد أن ينشئ المرشد علاقة حميمة مع الأسرة، تشعر من خلالها بأنه يعمل لصالحها، يشكل المعالج والأسرة علاقة إرشادية فعالة لتحقيق ما يلي : - تحرير حامل العرض (الطفل صاحب المشكلة) من أعراضه- خفض الصراع والضغط لدى جميع أفراد الأسرة0- تعلم طرق جديدة للتغلب على المشكلة0 وفيما يتعلق بفنيات النظريـة البنائيـة ، يرى كوري Corey (1996) أن النظرية البنائية قد استفادت من فنيات العديد من المداخل الإرشادية الأخرى، وأقترب بالتدريج من الانتقائية في فنياته ومن أهم فنيات الإرشاد الأسرى البنائي : الخريطة الأسرية، تمثيل الأدوار، إعادة الصياغة. و فيمايتعلق بدور المرشد الأسري في النظرية البنائية ، ذكر جلادنج Gladding,1988) ) أن اندماج المرشدين في العمل مع الأسر يساعدهم على رسم خريطة للبيئة الأسرية تحدد فيها أولاً العوامل التي تسهم في اضطراب الأداء الأسرى، ثم بعد ذلك توظيف الفنيات التي تساعد الأسرة على تغيير الطرائق التي يتعاملون بها0 وبالتالي، يلعب المرشد الأسري البنائي العديد من الأدوار في الجلسة الأسرية بهدف التعرف على العرض الأسرى، وكيفية مواجهته، وتدريب أعضاء الأسرة على الحوار والتفاعل الأسرى، وملاحظة المرشد لتلك التفاعلات، وتشجيعها، وتتعاظم تلك الأدوار في أسرة المعاق سمعياً ودور المرشد في ملاحظة أنماط التواصل واتجاهات أعضاء النسق تجاه المعاق سمعياً02- نظرية التواصل لساتير : تعد فريجينا ساتير SatirV (1983) رائدة هذه النظرية في الإرشاد الأسرى مؤكدة على أهمية الترابط الأسرى في نموذج أطلقت عليه " الإرشاد الأسرى المشترك " Conjoint Family counseling ،وتؤكد هذه النظرية على التواصل والخبرة الانفعالية للأسرة، والطلاقة في التعبير والابتكار وانفتاح الفرد على الآخرين وخوض المخاطر، مما يشكل محاور أساسية في نظرية التواصل0 ( Corey,1996 ) وتهتم ساتير بتدريب الأسر على السيطرة على المشاعر الشخصية، والاستماع إلى بعضهم البعض، وتدعيم الصلة، وإبداء الوضوح، ومناقشة الاختلافات بموضوعية، فضلاً عن تأكيدها على مهارات التواصل لمساعدة أعضاء الأسر ليصبحوا أكثر وعياً،وبالتالي يتضح أن إتباع الأسرة والمرشد لاستراتيجيات ساتير، وتحرير أعضاء الأسرة أنفسهم من الماضي، وتحسين العلاقات فيما بينهم، يسهم في تكوين أسرة ذات تفاعل إيجابي يضفي على أعضائها - أو بمعنى أخر أنساقها الفرعية - مناخاً صحياً ينعكس على ذوات أعضائها0 لذلك يرى أصحاب هذا الاتجاه، أن الإستراتيجية الجوهرية لفهم كيفية تفاعل أعضاء الأسرة يتم من خلال تحليل عملية التواصل بين أعضاء الأسرة، ويركز المرشد الأسرى على : أ‌- كيفية إرسال واستقبال أعضاء الأسرة الرسائل0ب‌- طرق التواصل داخل النسق الأسري ذاته0 ويذهب ميرو وكوتمان & Kottman Murro (1995) إلى أن اتجاه ساتير يهدف إلى إعادة بناء أساليب التواصل الأسرية السالبة، المتمثلة في أسلوب المصلح، اللوام المحلل للمسئولية، المثير للربكة .. والتي توصف بأنها غير فعالة، وتعوق التواصل المباشر المفتوح، وحث الأسرة على تقليل الرسائل الخفية Hiddenmessages0 عموماً، تتمثل الأهداف الأساسية لهذا الاتجاه، في حث الأسرة على التواصل الواضح، وانتشار الوعي Expanding of awareness، وتعزيز احتمالات النمو، وخاصة تقدير الذات، والتوافق مع المتطلبات الحياتية، وتسهيل عمليات التغير، هذا بالإضافة إلى الأهداف التالية التي حددتها ساتير (1983) وهى كما يلي : 1- يجب أن يكون كل عضو في الأسرة قادراً على تدوين ما يراه، أو ما يسمعه أو ما يشعر به، أو ما يفكر فيه بأمانة0 2- يجب أن تتخذ شئون الأسرة من خلال احتياجات الأفراد، واتخاذ آرائهم في تلك الاحتياجات0 3- التمايز، يجب الاعتراف به صراحة، واستخدامه للنمو داخل الأسرة0 4- تقوية وتعزيز مهارات التكيف في الأسرة(satir & Bitter ,1991)0 ومن أهم فنيات نظرية التواصل لساتير : تجسيد الأسرة ، إعادة بناء الأسرة ، الجينوجرام ، تحليل الأجزاء0 وفيما يتعلق بدور المرشد في نظرية التواصل ، يؤكد كورى Corey (1996) على أن المرشد يلعب دوراً هاماً في توجيه وإرشاد أعضاء الأسرة، خلال عملية التغير، فالمرشد يعمل كمسهل Facilitator وأداة للتغير في العملية الإرشادية ، لذلك يعد المرشد من وجهة نظر ساتير نموذجاً للتواصل الفعال ومصدراً شخصياً لنمو هذا التواصل في الأسرة، وذا قدرات خاصة في ملاحظة الموقف الأسرى....وأن حدوث التغير في العلاقات الأسرية مسئولية المرشد وأعضاء الأسرة أيضاً0 3- نظرية الإرشاد الأسرى متعدد الأجيال لبوين : Multigenerational family counseling تنسب هذه النظرية إلى ميرى بوين Bowen M, الذي يعد أحد الرواد الذين أسهموا في تطور حركة الإرشاد الأسرى، حث ينظر إلى نظريته في النسق الأسرى - التي تعد بمثابة نموذج نظري/ إكلينيكي Theoretical/clinical تضم مبادئ التحليل النفسي وتطبيقاته - على أنها إرشاد أسرى متعدد الأجيال يقوم على الافتراض القائل بإمكانية فهم الأسرة عبر تحليلها طبقاً لمنظور أجيال ثلاثة0 وبذلك ، يتضح أن هذه النظرية تمتد بجذورها إلى التحليل النفسي، حيث ينظر أنصار هذه النظرية إلى أن ما يعانيه الفرد من أعراض ما هو إلا انعكاس لتجسيدات أو تشبيهات مجازية لنوع العلاقة الوالديه، والتي لا تخرج عن كونها نتاجاً لصراعات الآباء التي لم تحل مع الأسرة الأصل، وهنا يتعاظم دور المرشد في تحليل المعاني اللاشعورية للتواصل الأسرى والكشف عن العوامل اللاشعورية المرتبطة بالمشكلة 0(Gladding, 1988 ) ونظراً لأهمية النسق الأسرى، يؤكد أنصار بوين على ضرورة العمل على تغيير أفراد الأسرة ضمن نطاق نسقهم الأسرى لصعوبة حل المشكلات التي تطفو على حياة الأسرة، إلا عبر فهم أنماط العلاقات داخل الأسرة (صاحبة المشكلة) ومواجهتها بفاعلية، أي أن التغير لابد أن يحدث في وجود جميع أفراد الأسرة وليس صاحب المشكلة فقط في حجرة الإرشاد ، ولعل ممارسة الإرشاد الأسرى طبقاً لنظرية بوين مرتبطة بهدفين رئيسيين هما : - تقليل ظهور أعراض القلق الأسري0- العمل على زيادة مستوى تمايز الذات لدى كل فرد من أفراد الأسرة0 Corey,1996)) وبذلك يستخلص الباحث، أن نظرية بوين تهدف إلى تشجيع كل فرد من أفراد الأسرة للتحرك نحو التفرد بشكل يُسهل على كل فرد أن يصير متمايزاً عن أسرته غير ملتصق بها، والعمل على تجنب أو تقليل الشحنات الانفعالية التي تظهر في التواصل بين أفراد الأسرة والمسئولة عن القلق الأسري0ومن أهم فنيات نظرية بوين : الرسم البياني ، طرح الأسئلة0 ويؤكد ميرو وكوتمان (1995) على أن دور المرشد الأسري يقوم على إقناع الوالدين بتقبل فكرة وقوع المشكلة الأساسية في الأسرة على عاتقهم، وأن يُكون هو - أي المرشد- والوالدان مثلثاً علاجياً مع التزامه بالحيادية (الموضوعية)، وعدم تورطه عاطفياً في المشكلة أو المثلث، وفي هذه العلاقة، يعمل المرشد كاستشاري أو مدرب لمساعدة كل طرف على أن يصير أكثر تمايزاً عن الطرف الآخر وعن الأسرة ككل0 وهكذا، يرى بوين أن المرشد لا ينبغي أن يتورط في نسق الأسرة الانفعالي، وإنما عليه أن يبقى غير مندمج مع هذا النسق ليستطيع أن يعمل معه ويوجهه الوجهة الصحيحة0 ( علاء الدين كفافي، 1999 ) ويرى الباحث أن التزام المرشد بالموضوعية وعدم تورطه في النسق الأسرى، يتيح له الفرص لتحقيق تمايز الذات لدى الأفراد، وتخفيف القلق الأسرى، وبالتالي إقامة التوازن الانفعالي في الأسرة04- النظرية الإستراتيجية لهيلي : ترجع أصول النظرية الإستراتيجية إلى بداية السبعينيات من القرن العشرين ، وارتباطها بجهود وإسهامات كل من جاى هيلى وكلوى مادينز Haley J. Madanes C.، هذة النظرية لا تركز على إعادة حل قضايا الماضي، بل تركز على حل المشاكل الحالية (في الحاضر) مع ميل الإرشاد إلى الاختصار، مركزاً على العملية أكثر من المحتوى، وتوجيهها إلى التعامل مع من يعمل، وتحت أي ظروف .. والنظر إلى المشكلة المقدمة على أنها المشكلة الواقعية ومجازا لأداء النسق الأسرى، وفيها يعطى المعالج عظيم الأهمية للقوة، الضبط، والهرمية في الأسرة والجلسات الأسرية0 (Corey , 1996 ) ويرى ميرو وكوتمان Kottman& Muro (1995) أن الاتجاه الإستراتيجي يهدف إلى إعادة حل المشكلة الحالية، وبالتالي لا يهتم المرشد الإستراتيجي بإكساب أفراد الأسرة بصيرة بديناميات الأسرة أو بوظيفة المشكلة الحالية، ولإحداث تغييرات في هذه المشكلة، لابد أن يكون المرشد موجهاً ومسيطراً عليها بشكل جيد، بشكل يساعد في تغيير السلوك الذي سوف يترتب عليه بالتالي تغير المشاعر، والحد من تكرار نتائج سوء التوافق، مع تقديم أكبر قدر من البدائل، وبمعنى أخر تهدف التدخلات الإستراتيجية إلى تغير نسق الأسرة، فالمشكلة الحالية وظيفة لا أكثر، ومن هنا فأهداف المرشد الإستراتيجي أهداف قصيرة المدى توجه تدخلاته0 ومن أهم فنيات نظرية هيلي : أستخدام التوجيهات ، التدخل المتناقض ، إعادة التشكيل 0 ولتصميم استراتيجيات فعالة لمساعدة الأسرة على التغلب على المشكلة الحالية،يشير كوري Corey (1996) إلى أن هيلى (1976) أكد على أن المرشد الاستراتيجي يمر بمراحل خلال المقابلة التمهيدية والارشاد الأسرى ومنها ما يلي :1- المرحلة الاجتماعية Social stage بهدف جعل أفراد الأسرة يشعرون بالراحة لإشراكهم في الجلسة الارشادية.2- مرحلة المشكلة The problem stage بهدف اكتشاف الأسباب التي تكمن خلف طلب الأسرة للمساعدة، وطلب جميع الأفراد تغيير إدراكهم للمشكلة.3- مرحلة التفاعل الأسرى Family interaction stage وفيها يعطى المرشد اهتماماً عظيماً بكيفية تحدث أفراد الأسرة فيما بينهم عن المشكلة الحالية، ويبدى المرشد اهتماماً خاصاً بنماذج السلوك التالية : القوة، الهرمية، نماذج التواصل، الجماعات الفرعية، بهدف تحديد الاستراتيجيات الإرشادية التي يمكن استخدامها في الجلسات المستقبلية04- مرحــلة وضــع الهــدف Goal - setting stage وفيــها يعمل المرشد والأسرة معاً لتحديد طبيعة المشكلة، وفي هذا الشكل الأخير من الجلسة الأسرية التمهيدية، غالباً ما يتم صياغة العقد Contract الذي يحدد أهداف وطرق التدخل التي بمقتضاها تتحقق أهداف الأسرة0 وبعد ، وفي ظل هذا التعدد من نظريات الإرشاد الأسرى، وانتساب كل نظرية لصاحبها، وحرص أصحابها على تأكيد الاختلافات عن الأخرى، يجب الاستفادة من النظريات جميعاً في البرنامج الإرشاد الموجه إلى الأسرة، دون تبنى نظرية دون أخرى، بالإضافة إلى فنيات بعض الاتجاهات الإرشادية الأخرى، وذلك في نموذج ائتلافي "مبدأ الانتقائية الإرشادية يري الباحث أن من أهم فنيات الإرشاد الأسري ما يلي : -1- المحاضرة : يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم معلومات لأعضاء النسق الأسرى عن الإعاقة عامة، والإعاقة السمعية بوجه خاص، أسبابها، وآثارها على الأسرة والطفل، ودور الأسرة في تخفيف تلك الآثار، وطرق الوقاية منها، وطرق التواصل مع الصم ، وعناصره، ومفهوم الأفكار غير العقلانية المرتبطة بالإعاقة والصم ، والتو كيدية، والعدوانية، 00إلخ وذلك بطريقة بسيطة يسهل فهمها لأعضاء الجلسة الأسرية، لزيادة استبصارهم بتلك المفاهيم بطريقة موضوعية، مما يشجعهم على تلقى المعلومات المتضمنة في المحاضرة، ذات الصلة بمشكلاتهم الخاصة، بما يهيئ لهم موقفاً تعليمياً يبدأ من شعورهم بأن أحد أسباب مشكلاتهم هو افتقادهم إلى معلومات عن تلك المفاهيم، فيدفعهم ذلك إلى متابعة الجلسات، وخلق أهداف جديدة تتمثل في الرغبة في حل المشكلة التي يعانون منها، فضلاً عن إمداد الصم أو ضعاف السمع بمعلومات عن البيئة المحيطة بهم، والتعرف على المجالات المهنية التي تتلاءم مع قدراتهم واستعداداتهم وذلك لتشجيعهم على الاندماج في المجتمع . ويتمثل الهدف الإرشادي التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء المعرفي لأعضاء الجلسة الأسرية، وتهيئة بيئة أسرية تسهم في النمو النفسي للطفل ذي الإعاقة السمعية، ومن جانب آخر تشجيع الطفل على الاندماج في المجتمع0 2- الحــوار : يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في استخدام أسلوب المناقشة الجماعية كمنهج ملائم يمكن أن يخدم الحوار وتبادل الرأي وتغير المعرفة بشكل دينامى، والذي يؤدى إلى استثارة التفكير الذاتي لأعضاء الجلسة بما فيه أفكارهم واتجاهاتهم تجاه طفلهم والتي تعبر بشكل غير مباشر عن مشكلاتهم الخاصة، وبهذا تصبح المادة العلمية في المحاضرات دافعاً قوياً نحو إثارة الموضوعات المختلفة للمناقشة0 ويتمثل الهدف الإرشادي التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء المعرفي لأعضاء الجلسة، وتعديل الأفكار الخاطئة، وتعزيز التواصل بين أعضاء الجلسة من خلال تشجيعهم على الحوار والمناقشة، والتعرف على آداب الحديث، وكيفية مراعاة مشاعر الطفل ذي الإعاقة السمعية، فضلاً عن فتح قنوات التواصل بين أعضاء الأسرة بما فيهم الطفل، أو بين الأطفال فيما بينهم 00بالإضافة إلى ما تسهم به هذه الفنَّية في التحليل المنطقي للأفكار غير العقلانية لأعضاء الجلسة، وتفنيد الاستنتاجات غير الواقعية، ودحضها بالإقناع، وتشجيع أعضاء الجلسة على تكوين أفكار منطقية تكون بمثابة حافز للطفل وإدراكه بالتقبل من أعضاء النسق الأسرى03- إعادة الصياغة Reframing : يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إعادة تشكيل المواقف التي تواجه عضو الأسرة، وسبل حلها من زوايا مختلفة .. وبالتالي يتمثل الهدف التطبيقي لهذه الفنية في إعادة صياغة الأفكار اللاعقلانية لعضو النسق الأسرى تجاه الطفل وسلوكه، وتبنى رؤية جديدة تجاهه0 4- التجسيد الأسرى Family sculpting : يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في التعرف على طبيعة أداء النسق الأسرى، وطريقة التواصل، والعلاقات البين شخصية، من خلال تجسيد بعض المواقف الموجودة داخل النسق الأسرى، وبالتالي يتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في العمل على زيادة وعى أعضاء الأسرة وخاصة الوالدين بطريقة تواصلهم، والصورة التي ينظرون بها إلى عضو الأسرة0 5- التواصل Communication : يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في العمل على تحسين التواصل بين أعضاء النسق الأسرى، وذلك باستخدام عدة استراتيجيات منها إستراتيجية بناء التواصل الأسرى بهدف بناء قنوات تواصل في حالة عدم وجود قنوات تواصل بين بعض الأنساق داخل الأسرة أو خارجها، وغلق قنوات تواصل خاطئة مثل التأكيد على ضرورة أن يتحدث كل عضو من أعضاء النسق عن نفسه فقط دون التطوع بالحديث عن شخص آخر، تخفيف الضغوط على بعض قنوات التواصل مثل تخفيف الضغوط الو الدية على الطفل وتقبلهم له، وإيجاد الفهم المتبادل للرسائل داخل الأسرة، وإتمام عملية التغذية الرجعية، وفهم التواصل اللفظي وغير اللفظي في الأسرة، بالإضافة إلى تدريب أعضاء النسق الأسرى (خاصة الوالدين) على طرق التواصل مع الطفل الأصم، أو على كيفية استخدام المعينات السمعية للتواصل مع الطفل ضعيف السمع والحفاظ على البقايا السمعية لديه0 6- التعـزيز الإيجـابي Positive Reinforcement : ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم مدعمات إيجابية (مادية أو اجتماعية) لعضو الأسرة لدى قيامه بسلوك مرغوب، ويتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في تدريب الوالدين على كيفية استخدام ما يمنحانه لعضو الأسرة من اهتمام ومزايا (معنوية - مادية) بشكل منظم يؤدى إلى تعزيز السلوك، أيضاً حث عضو الأسرة على أن ممارسة السلوك المرغوب يجب أن يصبح جزءاً من سلوكه اليومى0 7- لعب الدور، وتبادل الدور Role Playing & Role Reversal: يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إسناد دور ما لعضو الأسرة، ثم تبادل الأدوار بحيث يضع الفرد نفسه مكان الآخر، وبذلك يدرك هذا الآخر، وما دفعه إلى السلوك الذي قام به، ومن ثم، يتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في معايشة عضو الأسرة للدور ومهامه .8- التغذية الرجعية Feedback: يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم تعديل مباشر لاستجابات عضو الأسرة، أي تقويم سلوك عضو الأسرة المرغوب منها وغير المرغوب بهدف تقويمه عن طريق كف للسلوك غير المرغوب فيه ودعماً للسلوك الإيجابي المرغوب فيه، ويتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في أن يتعرف عضو الأسرة على مدى قبول أو عدم قبول استجابته مباشرة0 9- النمذجة ( الاقتداء بنموذج )Modeling : ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تعليم عضو الأسرة سلوكاً معيناً من خلال ملاحظة شخص ما يمثل قدوة بالنسبة له، وفقاً للتوجيهات المعطاة له، وقد يستخدم المرشد نموذج لإحدي الأسر التي تحدث إعاقة طفلها وتتواصل معة عبر طرق التواصل وآثار ذلك على شخصية طفلهم الأصم أو ضعيف السمع 10- التدريب ألتوكيدي Assertive Training: ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تدريب عضو الأسرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره واعتقاداته، والدفاع عن حقوقه بشكل إيجابي يحسن من مفهومه لذاته، ويتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في تدريب عضو الأسرة على الإيجابية في العلاقات الاجتماعية وزيادة الوعي بالحقوق الشخصية والتمايز بين التو كيدية0 هذا، بالإضافة إلى إعطاء واجب منزلي لأعضاء الجلسة ومناقشته في الجلسة التالية. مما سبق ، يتضح أن الإرشاد الأسرى وفنياتة المتعددة من أكثر أنواع المداخل الإرشادية التي تتيح للأسرة وأعضائها ككل فرصة التنفيس الانفعالي عن المشاعر المكبوتة التي يعانى منها أعضاؤها، سواء بالتلميح أو التصريح (لفظياً أو غير لفظياً)، ولا يغيب عن ذهن المرشد الأسرى أن كشف الأسرة وتعريتها وتعريض العلاقات والتفاعلات والصراعات فيها للملاحظة المباشرة للفحص والتشخيص ليس أمراً سهلاً كما أنه محفوف بالكثير من المحاذير والأخطار0 وفي ضوء اتخاذ الإرشاد الأسري كأستراتيجية وقائية للحد من مشكلات المعوقين سمعياً ، فإن التدخل الأسرى لأسرة المعاق سمعيا ًيهدف إلي مايلي 1- تحسين التواصل الأسرى، وتهيئة المناخ لنجاح عمليات التواصل0 2- إعادة تنظيم نسق الأسرة، لإزالة العناصر المرضية، وتدريب أفراد الأسرة على طرق جديدة للتعامل مع الاضطرابات الأسرية الحالية0 3- تشجيع كل فرد من أفراد الأسرة على إحداث التوازن بين قطبي المعيـة والتفـــرد0 4- تغيير السلوك الأسرى، وتدريب أعضاء الأسرة على كيفية التعامل معاً "مهارات حياتية"0 ولتحقيق الأهداف السابقة، يلعب المرشدعدة أدوار منها دور المدرب، والملاحظ، والمسهل للتواصل، ويقوم بمنح أعضاء الأسرة الفرصة للتفاعل والحوار، حتى يمكن ملاحظتهم، حيث يلعب دور المساعد لإحــداث التغير الأســـرى، وهذا يؤكد حاجة ميدان التربية الخاصة إلي المعلم -المرشد خاصة في ضوء تزايد عددالمعوقين سمعياً وأحتياجاتهم وما تفرضة الإعاقة من خدمات في التوجية والإرشاد 0 ثالثاً: دورة حيـاة أسرة المعوقين سمعياً ودورها الوقائي : تعتبر الأسرة من منظور الإرشاد الأسرى نسقاً يتغير بمرور الوقت، وتحدد دورة حياة الأسرة الوظائف التي تتميز بها كل مرحلة، والأسرة كنسق متغير تحاول دائماً أن تكون في حالة من التوازن للحفاظ على النسق الأسرى، والتوافق مع التغيرات التي تحدث في كل وقت، والتي تتعلق بنمو احتياجات أفراد الأسرة0 وهناك فرض مفاده أن الأسرة وحدة توافقية بها مصادر لنمو ونضج أفرادها وتتجاوب الأسرة مع متطلبات النضج والاحتياجات الاجتماعية من خلال عملية إنجاز أو أداء المهام التي تضمن التغيرات في الأنساق الأساسية، وكذلك في التعامل مع الأبنية الاجتماعية والثقافية الخارجية0 ( Rhodes 1986)ويفترض المرشد الأسري ، أن الناس غالباً ما يطورون مشاكلهم أثناء الانتقال من مرحلة نمائية إلى أخرى، ويدفع الإرشاد الأسرة نحو مرحلة نمائية تتلاءم مع الحياة الأسرية، تتمثل فيما يلي 1- مرحلـــة (فترة) المغازلة أو الخطوبة The courtship period02- السنوات الأولى من الزواج03- ميـلاد وتربية الطفل04- السنوات الوسطى من الزواج05- فطام/ عزل الوالدين عن الأطفال Weaning parents from children)6- التقاعد والشيخوخة (Coroy,1996)0 ويقرر جلادنج Gladding (1988) أن مفهوم دورة الحياة الأسرية The family life cycle يطلق على المراحل المختلفة التي تمر بها الأسرة، وهذه المراحل توازى وتكمل مراحل دورة حياة الفرد0 وسوف يقوم الباحث بعرض نموذج دوفال Duvall (1977) لدورة حياة الأسرة، يبين فيه المرحلة، والمشتركين فيها، والمهام النمائية للمرحلة، وتوضيح ذلك فيما يلي : المرحلــة : الزوجان -- "بداية الزواج"الأوضاع في الأسرة : الزوجــة0الـــزوج0المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية: 1. تأسيس زواج مشترك بصورة مُرضية02. توطيد زواج ناضج متبادل للطرفين3. التكيف مع الحمل والاستعداد لمسئوليات الوالديــة04. الدخول في شبكة العائلة0 المرحلــة : ولادة الطفلالأوضاع في الأسرة : o الزوجة/ الأمo الزوج/ الأبo الطفلة/ الطفل أو كلاهماالمهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسريةo لديهم توافق وتشجيع لنمو الأطفال0o تأسيس منزل ملائم للوالدين والطفل المرحلــة: طفل ما قبل المدرسةالأوضاع في الأسرة :o الزوجة/ الأمo الزوج/ الأبo الابنة/ الأختo الابن/ الأخالمهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :o التكيف مع الاهتمامات والاحتياجات الهامة لأطفال ما قبل المدرسة بطرق محفزة ومشجعة للنمو0o التعايش مع استنزاف الطاقة ونقص الحياة الخاصة كأباء0 المرحلــة : سن المدرسةالأوضاع في الأسرة :o الزوجـة/ الأمo الـزوج/ الأبo الابنة/ الأختo الابـن/ الأخ